حب التسلط على الأحرار لا يشعر به إلا العبيد
الكلمة الحرة مَعْدِنُها الحرية والحرية عنوان الكرامة والكرامةإحساس الإنسان بما أَوْدَعَهُ فيه ربُه من توق إلى السُمُوِ إلى مقام الألوهية الذي يَسْتَخْلِفُ الُله مِنه آدمَ على الأرض. و هو مقام يَعْلُو مَنْزِلةَ الملائكةِ المقربين.
و الكلمة الحرة عندما تكون عنوانا للكرامة تحمل في طياتها قوةَ دفعٍ ربانية، لا يقدر عن صدها الظالمون و لو كانوا طغاة.
و لأن العيش كريم أو لا يكون فإن إرادة الحياة ليست غريزةالبقاء بل تفعيل للشهادة بأن الله حي لا يموت. و شعبنا يحيا بإذكاء كل فرد منا في أعماق نفسه حب الانتماء إليه. لأن حياة الأفراد من حياة الشعوب والشعوب الحية تمظهر إنساني للوجود الإلهي على الأرض
لم أكن أتصور عندما كنت أكتب هذه الكلمات التي يرجع تاريخ نشرها إلى الأسابيع الأولى من بداية الثورة أنني سأجد ما يؤكدها فيما تعرفه بلادنا منذ تسلم تنظيم النهضة مقاليد الحكم من غياب كامل لمفهومي الحرية و الكرامة من الأفق الفكري الذي يتميز به الأشخاص التابعون لبطانة راشد الغنوشي
والعلاقة التي ربطت من خلالها الحرية بالكرامة أسستها على مرجعية إيجابية لإعطاء معنى وجوديا لثورتنا بالنأي بها عن تأويل سطحي للشعارات التي رفعت أثناءها و المتصلة بالشغل و الحرية و الكرامة وهي شعارات إذا نحن لم نعطها مضمونا ساميا قد يستعملها الغوغائيون لجعل الحرية فوضى و الكرامة نقمة على الحڤرة و التهميش و التشغيل مفرغا من مفهوم العمل
و يمكننا أن نتصور ما قد ينتج عن هذا التأويل الثورجي لشعارات الثورة من تفتيت للوحدة الوطنية و عدول ممنهج عن بناء الديمقراطية والإضرار الواضح بنشاطنا الاقتصادي المبني على الانتاج وليس على الاستهلاك البهيمي للموارد النفطيبة التي مَنَ بها القدر و المصالح الغربية على إخواننا في العروبة والإسلام المتآمرين علينا
وما أريد قوله بعد أن شاهدت ممارسة تنظيم النهضة للسلطة أن ربط الحرية بالكرامة لا يمكن أن يفهمه إلا االذين يشعرون بالحاجة للحرية و للحفاظ على كرامتهم و إلى العمل المنتج باعتبار أن العمل من المقومات الأساسية للكرامة .
فالحرية لايتوق اليها الا الحر و الكرامة لا يشعر بضرورة الذوذعنها الا من تكون له كرامة و اعتبار العمل المنتج كجزء من المقومات التي تنبني عليها كرامة الإنسان لا يمكن أ ن يفهمه من يرضى بالدون بوضع نفسه السنين الطوال عميلا يتمعش مما يجود به عليه أسياده عبيد الأمريكان و عباد الدولار و تجار الدين
Une réponse
Ezzeddine Babbou
Je viens de vous découvrir et ne lasse pas de vous relire.Mille fois merçi de me faire penser à Saint Exupéry en vous lisant.Bon courage pour votre ardant souffle et votre vivifiant clin d’oeil à Ibn Arabi.