رسالـــــــــــــــــــــــــــــة إلى أولي الأمر من مُنْتَخَبي شعبنا
عندما يصدح منور بالكلمــــــات, وهي بدء الوجــــــود, فالمقصد هو الحريـــــــة التي تتخذ من الكلمات شكلا مسموعــــــــا يلهم البشـــــــــر و يرفع الشاعــــــــر منهم إلى مقام الأنبيـــــــــاء.
فالكلمــــــة الحــــــــرة معدنها الحريـــــــــة والحرية عنوان الكرامـــــــــة والكرامة إحســــــاس الإنســـــــان بما أودعه فيه الله من تـــــــــوق إلى المعـــــــــراج, أسوة بالنبــــــــــي الأكــــــرم, محمــــــــــد بن عبد الله القرشي الحجـــــــــازي و السمـــــــــو بنفسه إلى المقـــــــام النورانـــــــي الذي يستخلـــــــف منه آدَمَ رَبــُـــــــــه علــــــــــى الأرض
و هو مقام نورانيتــُــــه أديميـــــــةٌ, ترابــــــيةٌ, صلصاليـــــةٌ تعلو منزلـــــتُها المنْزلــــــــةَ النورانيـــــــــة الأولــــــــى التي طبـــــــــع عليـهــــــــــا ومنهــــــــــا خالـــــــــق الأكــــــــــوان ملائكـــــــته المقربيــــــــــــن.
و خلافــــــــــة الله على الأرض تختلــــــــف ,نوعيــــــا, عن خلافة رسولــــــــه علـــــــى رأس الدولــــــــة الإسلاميــــــــــــة و التي يبدو من تصريحـــــــــات كل من راشد الغنوشـــــــــــــــي و حمادي الجبــــــــالي أنها الغايــــــــــــة القصوى بالنسبة لأستاذ الفلسفـــــــة الُمسْتَشْيخ للضـــــرورة (التي لها أحكامهـــــــا) و القبلـــــــة السياسيــــــــة الآنيــــــة للمهندس العلمـــاوي الُمتَأسْلم للسلطــــــــة والذي فرضـــــــــت عليه شــــــــروط الإنجـــــــــاز النجاح المسبق في الامتحـــــــــان الذي اجتـــــــازه بتفـــــــــوق لدى لقائه بمدينـــــة ريمينــــــي الإيطاليـــــــــة بسلط اللاهوت المسيحــــــــي, اليمينيــــــــــة الملونة بماسونيــــــــــة نوادي الليونــــــــس العالمية (أنظرتصريحات المستشار السياسي لحزب النهضة الإيطالي المسيحي المنتمي لنوادي الليونس المسمى Giacomo (James) Fiachi.
أنظر الرابط الإلكتروني الذي لم يقع تكذيب محتواه المنشور منذ أسابيع :
و ما لن يمنعنـــــــــــي أحد عن قولـــــــــــه إلى كل من رجلــــــــــي السلطــــــــة ببــــــــلادي راشد الغنوشـــــــــي رئيس حزب الأغلبيــــــــة بمجلسنا التأسيســــــــي الثانـــــي الموقــــــــر و حمادي الجبالـــــــــي المؤهل من طرف حزبه لتحمل مسؤولية السلطة التنفيذيـــــــة الفعليــــــــــة أثنــاء المرحلة الانتقاليــــــــة هو أن الكلمــــــــــة الحـــــــــــرة عندما تكون عنوانا للكرامــــــــــة تحمـل في طياتهـــــــــا قوة دفع ربـــــــــانية لا يقدر عن صدها الظالــــــمون و لو كانوا طغـــــــــــــاة
و لأن العيـــــــش كريـــــــم أو لا يكــــــــون فإن إرادة الحيـــــــاة ليست غريزة البقــــــــــاء بل هي تفعيـــــــل للشهـــــــــادة بأن الله حـــــي لا يمـــــــــــــوت. و شعبنا يحيـــــــا بإذكـــــــاء كل فرد منــــــا, في أعمـــــــاق نفســــــــه, حب الإنتمــــــــاء إليــــــه. لأن حياة الأفـــــراد من حياة الشعــــــوب.
والشعــــــوب الحيـــــــة تَمَظْهٌر إنسانــــــــي للوجـــــــود الإلاهـــــــي على الأرض, يجعــــــــــل من دنيانـــــــــا جنــــــــــة الخلــــــــد الموعــــــــودة.
فإن نحن أردنـــــــــا أن نولد من جديـــــــــــد في ثورتنـــــــــا المجيــــــــدة و التي لن يقــــــدر على السطــــــو عليهـــــــا أي متسلط عنيد, فلن يكــــــون لنا ذلك إلا بتخلـــــي كل واحـــــد منــــــــا عما علــــــق به من درن الفئويــــــــات و الجهويــــــــات و مختلــــــــف أنواع الأنانيــــات.
وهي الأمراض الاجتماعيــــــــــة التي تصيب الشعـــــــــوب حين تكون في غفلــــــــــة عن كرامتـــها, مكتفيـــــــة بما يكتبـــــــه عليهــــــــا القدَرُ من الدون, فتستكــــــــــين لفعل المتجبريــــــــــــــن
ذلك أن الشعـــــــــوب التي يهجرهـــــــا الله يتمكــــــــن من مصائرهـــــــــا « نوابــــــه على الأرض« . فيُشبَهـــــــون لها في شكل « أميـــــــر » أو « خليفـــــــة » أو « حامــي الحمــــــــــــى و الديــــن » أو « قائــــــــد الثـــــورة المستولــــــــي على الثــــــــروة« . و يتنامــــــــى في ظــــــــل حكم هؤلاء المشركــــــــــين انخرام النسيــــــــــج الاجتماعــــــــــــي الذي يتجســــــد فيــــــــــــه الشعب, فتتصحَر فيه فضـــــــاءات الحريــــــــة ويغيب من أفق وجــــــــــــوده الإحساس بالكرامــــــــــــة التي بدونها يفقد الإنســــــــــان ما يفرقه عن بقية الحيــــــــــوان وتتخلى عنه الـــــــروح بعد أن تستــــــــولي, على عقلــــــــــه النورانــــــي, النفـــــس الأمــــــارة بالســــــوء
ولقد صدح بهــــــــــا منــــــــور صمادح الذي أنشد قبيل جذبــــــه: « حيوان أنت لا تفقـــــــــه لولا الكلمــــــــات« . « و نبـــــــات أو جمــــــــاد أنت لولا الكلمــــــــات« . « أوتخشــــى النــــاس و الحق رهين الكلمـــــــــات« , مذكرا المؤمنين بأن تحريــــــر الكلمـــــة تحرير للحـــــــــــــــق و إحيــــــــــاء منا لوجـــــــــود الله فينــــــــا وبيننـــــا نستمد قوتنــــــا من قوته التي لاتقهــــــــر
فنحن سنحـــــــــــافظ على قـــــــــوة مدنــــــــا الثــــــــوري التحريـــــــري الذي لا يقهــــــــــر ما حافظنـــــــــا على وحدتنــــــــــا كشعب متضــــــــــامن الأفراد, يمــــــارس كل واحد منــــــا الجهــــــــــاد الأكبـــــــــــر, بتجاوز المصالح الآنيـــــــة الضيقــــــة و الفئويـــــــــة المستهجنة علمــــــا و أن ذلك هو الطريـــــق الأضمــــــــن لانجاز ما نصبو إليه جميــــــــــعا من تحقيـــــق العيــــــش الكريـــــــــم.
و كرامـــــة العيـــــش مثل الحريــــــــــة : جماعيــــــــــة أو لا تكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون.
فمـــن يــدوس كرامــــة غيـــره لا كرامـــــــة له و من يستعبـــــــــد غيـــــــــره ليـــــس بحُــــــــر. و من يقنـــــــــــع بالدون و بالعيــــش بين الحُفر يقتل في نفســــــــــه مقومات الإنسانيـــــــــــة و يصح فيه القول بأن لا حيــــــــــــــــــــاة لمن تنــــــــــــادي..
و بعكس ما يروج له الطغـــــــــاة و مشاريع الطغــــــــــاة فإن الحريــــة ليست من الكماليـــات, بل مـــــــادة غذائيــــــة أساسيــــــة من واجــــــــب السيد الذي انتخبنــــــــاه ليخدمنا أن يقوم بدعمها المتواصـــــــــــل لأنها كالــــــــــعدل أساس العمــــــــــران و ركيــــــــــزة الاستقـــــــرار السياســـــــــي الحـــي الذي ينتعــــــــش في إطـــــــاره الاقتصـــــاد المبــــدع و الخـــــــــــلاق والذي من شأنـــــــه أن يضمن العيش الكريـــــــــــم لكل الفئات الاجتماعيـــــــــة و أن يقربـــــنا ما أمكـــــــن من الأمـــــــــــة الوســـــــــط التي نبتغــــــــــــــي أن نكـــــــــــــــــــون .
فالنظام السياسي الجاهل بأهمية الحرية في إحياء الشعوب كثيرا ما يجعل منها مادة نادرة.
وعندها يتحول مفهــــــــــوم المعارضـــــــــة الصحيـــــــــة, التي يضمنها النظام الديمقراطــــي لنفسه, باعتباــــــــرها دعمـــــــــــــا لإستقراره السياســــــــي الدائــــــــم الحـــــــــراك, إلى مفهـــــــوم مغاير تتخذ فيه المعارضــــــــة أشكالا انتهـــــــــازية, مبنية على المضاربة بالحريــــــــــة في الســـــــــــــوق الســـــــــــــوداء.
و هكذا يمكننا استخلاص أن النظام الاستبـــــــدادي و المعارضـــــــــة التي أفرزها ينتميـــــان في الحقيقة لنفس الحقبة التاريخيـــــــة التي على ثورتنـــــــــا تجاوزها بالتخلــــــــــص السريــــــــع من رواسبهـــــــــــا المختلفــــــــــة.
و اليوم وبعد أن استرجع شعبنا كرامته و حريته الجماعية لا أظن انه سيكون في حاجة إلى البحث عن الحرية التي أغدقت الثورة بها السوق السياسية بل إنه سيبحث عن البرامج السياسيــــــــة الخلاقــــــــة و المبدعــــــة التي ستسمح لنا كشعب, أفراده متضامنــــــــــــون, من تفعيـــــل هذه الطاقـــــة الربانيـــــــة في إنتاج الخيــــــــرات و ضمــــــان العيـــــــــــــــــش الكريـــــــــم لكل ابنائـــــــــــه.
و ما بقي من سيسودنــــــا, أي من سيخدمنــــــا, من الذين انتخبهــم الشعب يدعم الحريـــــــة كمـــــــــــادة غذائيـــــــــــة أساسيــــــــــة فلا خــــوف علــــــــى مستقبلنــــــــــا مــــــــــن داء الانتهازيـــــــــــة السياسيـــــــــة المبنيــــــــــــة على المضاربــــــــــــة بالحريــــــــــة في الســـــــوق الســــــــوداء.
الناصر بن الشخ
Répondre